تشتهر غولنارا كريموفا، ابنة رئيس أوزباكستان، بلقب "أميرة أوزباكستان" وطموحها السياسي الكبير.
وحتى وقت قريب، كانت تعتبر خليفة محتملا لوالدها.لكن كريموفا عمدت مؤخرا إلى نهج غير مسبوق، باستخدام موقع "تويتر" للهجوم على شخصيات بارزة ومؤسسات النظام الحاكم في أوزباكستان، التي تعد أحد أبرز الدول السلطوية في وسط آسيا.
وجاء هذا التحول من جانب كاريموفا ردا على تحركات بدت تستهدف الحد من نفوذها.
وبعيدا عن نشاطها الفني - الذي تضمن ظهورها مقطع فيديو مع الممثل الفرنسي غيرار دوبارديو - تحظى كريموفا بنفوذ كبير في قطاع الأعمال.
كما استفادت من علاقاتها مع العديد من المحطات التلفزيونية والإذاعية لتصوير نفسها كناشطة في مجال العمل الخيري وراعية للفنون.
وفتح تحقيق بشأن إحدى المجموعات الإعلامية للاشتباه في ضلوعها في مخالفات مالية.
لكن حضور كريموفا الإعلامي بدأ يتراجع بصورة مفاجئة.
وفي الشهر الماضي توقف بث مجموعة من المحطات الإذاعية والتلفزيونية المقربة لها.
هجوم عنيف
وردا على ذلك، شنت كريموفا هجوما عنيفا من خلال موقع تويتر، فيما يعتبر تصرفا غير مسبوق في هذه الدولة التي يخضع فيها الإعلام لرقابة شديدة.
وكان أبرز تعليقاتها، عندما اتهمت المسؤول الأمني الأول في أوزباكستان، روستام إنوياتوف، بالوقوف وراء حملة معادية لها والسعي للوصول إلى منصب الرئيس.
وردا على تغريدة عما إذا كان إنوياتوف سيعسى كي يصبح رئيسا، ردت قائلا: "سيفعل، إنه يقاتل بالفعل من أجل ذلك."
واتهمت إنوياتوف بتهديدها ومنعها من الترشح لمنصب الرئيس.
وفي تدوينات أخرى، اتهمت كريموفا قوات الأمن باستخدام التهديدات والعنف للحصول على الاعترافات، حتى ضد بعض الضباط.
وتتماشى هذه الاتهامات مع حديث منظمات حقوقية عن أن التعذيب وسوء المعاملة أمر منهجي بالنظام القضائي في أوزباكستان، وهو ما ينفيه النظام الحاكم باستمرار.
"تقويض فرصها"
ويقول مراقبون إن هذه التجاذبات تظهر المنافسة المحتدمة داخل النخبة في أوزباكستان بشأن مَن سيخلف الرئيس إسلام كاريموف (75 عاما).
وكانت تعتبر ابنة الرئيس مرشحا قويا، لكن مشاكل في الداخل والخارج بدت تقوض من فرصها.
وفي العام الماضي، ارتبط اسمها بتحقيق حول رشاوى وعمليات غسيل أموال على نطاق واسع بالسويد وسويسرا بعد الاشتباه في الكثير من المقربين منها.
وفي سبتمبر/أيلول، اتخذت مشاكلها منحى شخصيا بدرجة أكبر، عندما تحدثت شقيقتها الصغرى لولا لـ"بي بي سي" عن رغبة غولنارا للوصول لمنصب الرئيس وانقسام داخل العائلة.
وردت غولنارا بانتقادات لاذعة لشقيقتها.
وتقول غولنارا إن ثمة مساعي لإغلاق مؤسساتها "منتدى الصندوق" التي تنظم من خلالها العديد من الفعاليات الخيرية والفنية.
وعزت الكثير من العناوين الرئيسية السلبية حولها بالصحف إلى خصوم يحاولون تشويه إسمها.
وذكرت كريموفا أنه كانت هناك محاولة لتسميمها بالزئبق، وأنها لا تزال تتلقى العلاج لهذا السبب.
وحاولت كريموفا النأي بنفسها عن أي طموحات رئاسية، قائلة إنها لا تهتم بهذا المنصب.
وفي واحدة من أحدث تغريدتها على تويتر قالت "يريدوني أن أصمت وأرحل."