في السيرة النبوية
عاش الرسول صلى الله عليه وسلم بعد النبوة ثلاثة عشر عاماً من حياته في مكة، وعشرة أعوام في المدينة المنورة، حيث ولد بمكة في عام الفيل وجاءته النبوة عندما بلغ من العمر أربعين عاماً.
- عاش في طفولته يتيم الأب والأم، وبعد بلوغه عاش في كنف عمه أبي طالب، وعندما تزوج خديجة كانت تواسيه وتخفف عنه آلامه وكانت نعم الزوجة الصالحة.
- ولما توفي أبوطالب وتوفيت خديجة عانى من قريش أشد العنت والمكابرة، فاتجه إلى الطائف لعله يجد من يخفف عنه ما يجده، ولكن سرعان ما خرج وراءه أبولهب ليقول لأطفال ثقيف: ارموه بالحجارة واخرجوه من بلدكم، فخرج وقلبه يدمى أكثر من عقبيه. فكان أن خفف الله عنه برحلة الإسراء والمعراج، وأهداه خمس صلوات في اليوم والليلة، هي له ولأمته وهي في أجر خمسين صلاة.
- ثم كانت الهجرة الى المدينة حيث لم يكتب الله لدعوته النجاح في مكة، فخرج وهو يقول: والله يا مكة إنك لأحب البقاع إلى قلبي، ولولا أن قومي أخرجوني لما خرجت.
- قدم المدينة وكان في استقباله الأوس والخزرج فأنزلوه في قلوبهم، واحتضنوا دعوته وقبلوا مؤاخاته بينهم وبين المهاجرين بصدر رحب.
- وضع رسول الله منذ ذلك اليوم دستوراً للحياة الجديدة التي تمثلت في حسن معاملته مع أهله ومع جيرانه، ووضع الموازين بالقسط، حيث أقام الحدود وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وضمن الحقوق للضعفاء قبل الأغنياء، فلم يفرق بين العربي والعجمي، ولا بين الأبيض والأسود، ولا بين الرجل والمرأة، بل نشر العدل والمساواة، وجعل التقوى هي معيار التفوق.
- كان عليه الصلاة والسلام يصلي الليل ويصوم النهار ويؤدي حقوق زوجاته، وكان يأكل ويشرب ويلبس لكنه كان يحذر من الإسراف والتبذير.
- كان صلى الله عليه وسلم جواداً ينفق ماله ولا يحب أن يكنز المال، وكان يقول: اللهم أعط منفقاً خلفاً واعط ممسكاً تلفاً.
- كان يشجع أصحابه على التجارة فيقول: عليكم بالتجارة فإن تسعة أعشار الربح في التجارة، لكنه يحذرهم من الحلف الكاذب والغش والربا وتطفيف المكيال والميزان.
- كان يجالس أصحابه ويمشي معهم في الطريق، ولا يتكبر عليهم، فكان الغريب إذا دخل عليه وهو في أصحابه لا يميزه عن سائر أصحابه.
- كان يخدم نفسه بنفسه فيحلب شاته ويخصف نعله ويحمل حاجته ولا يرى في ذلك انتقاصاً من شأنه وهو رسول الله إلى العالمين.
- كان يداعب الصغير، ويداعب الكبير، وكان يمزح ولكنه لا يقول إلا حقاً، فمن مزاحه أنه قال لامرأة عجوز: العجوز لا تدخل الجنة، فبكت، وعندئذ قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم تدخلين الجنة وأنت شابة.
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الجمال فيلبس أحسن الثياب، وكان يحب الطيب، وكانت رائحة عرقه طيباً.
- كان إذا التقى بأصحابه استقبلهم بوجه طلق ولم يكن يضحك بل كان يبتسم وكان يأمر الناس أن يبتسموا فيقول: ابتسامتك في وجه أخيك صدقة.
- كان رحيماً مع البشر والحيوان والجماد والنبات، وكان يقول: الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما انتزع من شيء إلا شانه.
- كان يبادئ الناس في الطرقات بالسلام، ولا تقع عينه على محرم، وكان يكثر من الاستغفار في البيت والطريق، وعند تقلب الأحوال، وكان يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة.
- كان يحسن إلى الجار، ويكرم الضيف، ويعود المريض، ويشمت العاطس، ويفي بالوعد، ويحب التيامن في أموره كلها.
- كان قنوعاً ويأمر أهله والناس بالقناعة، فكانت تمر أيام ولا توقد في بيته نار لطبخ، لا لأنه لا يستطيع أن يوفر لأهله عيش كسرى وقيصر، بل لأنه يريد أن يغرس فيهم حب الآخرة، فمن دعائه: اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً.
- لم يحتفل باللهو في ليله ولا في نهاره، وكان يقول: لست من دد، ولا الدد مني، وكان يأمر أصحابه فيقول: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت.
- كان نومه عبادة وصمته عبادة، وكان خلقه القرآن، ويكثر من النوافل في صلاته وصومه، ويجهد نفسه في قيام الليل، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
- كان يحب الأدعية الجامعة، ويكثر من قول: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
- أقول: إننا اليوم في حاجة إلى عوده من جديد ليعلمنا مكارم الأخلاق، ولكنه لن يعود لأنه خاتم النبيين، وترك فينا كتاب الله وسنته، ولن نضل لو تمسكنا بهما، أليس كذلك؟
عاش الرسول صلى الله عليه وسلم بعد النبوة ثلاثة عشر عاماً من حياته في مكة، وعشرة أعوام في المدينة المنورة، حيث ولد بمكة في عام الفيل وجاءته النبوة عندما بلغ من العمر أربعين عاماً.
- عاش في طفولته يتيم الأب والأم، وبعد بلوغه عاش في كنف عمه أبي طالب، وعندما تزوج خديجة كانت تواسيه وتخفف عنه آلامه وكانت نعم الزوجة الصالحة.
- ولما توفي أبوطالب وتوفيت خديجة عانى من قريش أشد العنت والمكابرة، فاتجه إلى الطائف لعله يجد من يخفف عنه ما يجده، ولكن سرعان ما خرج وراءه أبولهب ليقول لأطفال ثقيف: ارموه بالحجارة واخرجوه من بلدكم، فخرج وقلبه يدمى أكثر من عقبيه. فكان أن خفف الله عنه برحلة الإسراء والمعراج، وأهداه خمس صلوات في اليوم والليلة، هي له ولأمته وهي في أجر خمسين صلاة.
- ثم كانت الهجرة الى المدينة حيث لم يكتب الله لدعوته النجاح في مكة، فخرج وهو يقول: والله يا مكة إنك لأحب البقاع إلى قلبي، ولولا أن قومي أخرجوني لما خرجت.
- قدم المدينة وكان في استقباله الأوس والخزرج فأنزلوه في قلوبهم، واحتضنوا دعوته وقبلوا مؤاخاته بينهم وبين المهاجرين بصدر رحب.
- وضع رسول الله منذ ذلك اليوم دستوراً للحياة الجديدة التي تمثلت في حسن معاملته مع أهله ومع جيرانه، ووضع الموازين بالقسط، حيث أقام الحدود وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وضمن الحقوق للضعفاء قبل الأغنياء، فلم يفرق بين العربي والعجمي، ولا بين الأبيض والأسود، ولا بين الرجل والمرأة، بل نشر العدل والمساواة، وجعل التقوى هي معيار التفوق.
- كان عليه الصلاة والسلام يصلي الليل ويصوم النهار ويؤدي حقوق زوجاته، وكان يأكل ويشرب ويلبس لكنه كان يحذر من الإسراف والتبذير.
- كان صلى الله عليه وسلم جواداً ينفق ماله ولا يحب أن يكنز المال، وكان يقول: اللهم أعط منفقاً خلفاً واعط ممسكاً تلفاً.
- كان يشجع أصحابه على التجارة فيقول: عليكم بالتجارة فإن تسعة أعشار الربح في التجارة، لكنه يحذرهم من الحلف الكاذب والغش والربا وتطفيف المكيال والميزان.
- كان يجالس أصحابه ويمشي معهم في الطريق، ولا يتكبر عليهم، فكان الغريب إذا دخل عليه وهو في أصحابه لا يميزه عن سائر أصحابه.
- كان يخدم نفسه بنفسه فيحلب شاته ويخصف نعله ويحمل حاجته ولا يرى في ذلك انتقاصاً من شأنه وهو رسول الله إلى العالمين.
- كان يداعب الصغير، ويداعب الكبير، وكان يمزح ولكنه لا يقول إلا حقاً، فمن مزاحه أنه قال لامرأة عجوز: العجوز لا تدخل الجنة، فبكت، وعندئذ قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم تدخلين الجنة وأنت شابة.
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الجمال فيلبس أحسن الثياب، وكان يحب الطيب، وكانت رائحة عرقه طيباً.
- كان إذا التقى بأصحابه استقبلهم بوجه طلق ولم يكن يضحك بل كان يبتسم وكان يأمر الناس أن يبتسموا فيقول: ابتسامتك في وجه أخيك صدقة.
- كان رحيماً مع البشر والحيوان والجماد والنبات، وكان يقول: الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما انتزع من شيء إلا شانه.
- كان يبادئ الناس في الطرقات بالسلام، ولا تقع عينه على محرم، وكان يكثر من الاستغفار في البيت والطريق، وعند تقلب الأحوال، وكان يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة.
- كان يحسن إلى الجار، ويكرم الضيف، ويعود المريض، ويشمت العاطس، ويفي بالوعد، ويحب التيامن في أموره كلها.
- كان قنوعاً ويأمر أهله والناس بالقناعة، فكانت تمر أيام ولا توقد في بيته نار لطبخ، لا لأنه لا يستطيع أن يوفر لأهله عيش كسرى وقيصر، بل لأنه يريد أن يغرس فيهم حب الآخرة، فمن دعائه: اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً.
- لم يحتفل باللهو في ليله ولا في نهاره، وكان يقول: لست من دد، ولا الدد مني، وكان يأمر أصحابه فيقول: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت.
- كان نومه عبادة وصمته عبادة، وكان خلقه القرآن، ويكثر من النوافل في صلاته وصومه، ويجهد نفسه في قيام الليل، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
- كان يحب الأدعية الجامعة، ويكثر من قول: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
- أقول: إننا اليوم في حاجة إلى عوده من جديد ليعلمنا مكارم الأخلاق، ولكنه لن يعود لأنه خاتم النبيين، وترك فينا كتاب الله وسنته، ولن نضل لو تمسكنا بهما، أليس كذلك؟