قصر عشة التاريخي في مدينة تريم بــ حضرموت ...


[size=21]قصر عشة التاريخي ...
[/size]

[size=21]قصر عشة التاريخي في مدينة تريم بــ حضرموت ...  منتدى شباب عدن  Wol_errorنقره على هذا الشريط لتصغير الصورة
قصر عشة التاريخي في مدينة تريم بــ حضرموت ...  منتدى شباب عدن  2792011-040226PM-1
[/size]



[size=21]قصر عشة التاريخي :
سنة البناء : 1339هـ - 1349هـ يقع هذا البيت بتريم في حارة المحضار.
يذكر البعض أن تسميته بعشَّة نسبة إلى اسم بئر عشة (الأرض الزراعية) الذي
أقيم عليها. في حين يذكر آخرون أن السيد عمر بن شيخ أطلق هذه التسمية
تواضعاً وتصغيراً وتيمناً بعش الطائر ويعتبر واحداً من أروع الأعمال
المعمارية الطينية في تريم وحضرموت والذي يُمثل نموذج امتزاج العمارة الحضرمية والجنوب شرق آسيوية أو ما يطلق عليها العمارة الكولونيالية.
تتميّز عشّة بطرازه المعماري الفريد والذي برع فيه المهندسين والبنائين في
استخدامهم للخامات المحلية من طين وتبل ونورة ...الخ باستثناء الزجاج وبعض
القطع الحديدية والخشبية التي استخدمت في صناعة النوافذ والأبواب فقد
استُجلبت من الهند وسنقافورة.كما يتميز بالنقوش الزجاجية المختلفة الألوان
التي أضفت على المكان سحراً مُلفتاً للنظر ولعلّ أجمل النقوش الزجاجية ما
هو موجود في الحمام في الطابق الأول والتي ميّزت المبنى عن جميع قصور حضرموت
قاطبة تلك هي النقوش التي يطلق عليها مصطلح (أرت نوفو) والتي توجد فقط في
هذا المبنى وبيت المهندس علوي الكاف (الفِجْر) وهذا ما يُؤكد دور المهندس
علوي في تصميم وبناء هذا البيت. بالإضافة إلى التنوّع البديع في الزخارف
الداخلية للغرف التي تميّزت كل غرفة بزخارفها الجدارية المختلفة و الزخارف
المحيطة بالأبواب والنوافذ ذات الزجاج الملون وكذا زخارف السقوف والتي
تختلف في كل غرفة عن غيرها والتي عُملت جميعها يدوياً ومن الطين. وفي وسط
المبنى تتمركز أهم غرف المبنى وأجملها التي تميز المبنى عن غيره في تريم
وحضرموت وهي الغرفة الوسطى في الطابق الثاني والتى زينت جدرانها وأبوابها
بزخارف خاصة وجاء تناسق وتناغم توزيعها عاملاً إضافياً حيث يوجد في الجدار
الشرقي ثلاثة أبواب تنفذ إلى الغرفة الشرقية المجاورة على أن المصمم عمل في
وسط الجدار الغربي المقابل باباً وهمياً من الطين ليحافظ على تناسق
وجمالية توزيع زخارف الغرفة ،على أن التميز الأكبر جاء في سقفها الذي زخرف
بالمرايا الزجاجية التي أضفت على الغرفة جمالية أخاذة ومنظراً جذاباً
بالإضافة فسيفساء الأضواء الملونة التي تنفذ عبر زجاج النوافذ الملون.
بعد ثورة 1967م في جنوب اليمن وقبل مرحلة التأميم في السبعينات أصيب
المرحوم عمر بن شيخ الكاف بمرض عضال وبعد رحلة مع المرض اضطر على إثرها إلى
التوجه إلى القاهرة للعلاج وهناك انتقل إلى رحمة الله تعإلى عام 1390هـ -
1969م ونقل جثمانه بعد ذلك إلى تريم وبعد ذلك وتحديدا أثر الانتفاضة
الفلاحية وقرار التأميم في السبعينات ولظروف عدة تشتت أولاده في مختلف
المناطق مثل السعودية وعدن وصنعاء وسيؤون..الخ وكان آخر من بقي منهم هو
المرحوم صالح ابن عمر بن شيخ الكاف الذي وافته المنية لاحقاً وأبقى في
الجزء الشرقي من البيت إحدى الأسر ذات العلاقة الوطيدة بهم، ثم جرى لاحقاً
التأميم للبيت وتحويله إلى سكن عام لمجموعة من الأسر بحيث مرّ بفترة من
الإهمال وعدم العناية بالمجاري وغيرها الأمر الذي أوصله إلى حالة مرثية.
بعد الوحدة اليمنية المباركة عام 1990م وإثر قرار رئيس الجمهورية بإعادة
الأملاك المؤممة إلى أصحابها استعاد ورثة المرحوم عمر بن شيخ الكاف عشَّة
تدريجيا وقبل ذلك قامت بعثة من منظمة اليونسكو برآسة الدكتورة سلمى سمر
دملوجي بإعداد دراسة لإنشاء مركز العمارة الطينية واختير قصر عشّة موقعاً
رئيسياً للمشروع وذلك بالقيام بترميمه من خلال التطبيقات العملية الميدانية
للدارسين بالمركز إلا أن ذلك المشروع لم يكتب له النجاح لأسباب غير
معروفة. ومنذ ذلك الحين ظلّ المبنى ولا يزال رمزاً معماريا للعمارة الطينية
الكولونيالية وقبلة لأنظار واهتمام المهتمين محلياً ودولياً بما أهله
وغيره من المباني الطينية في مدينة
تريم للدخول في عداد الموروث الحضاري الإنساني العالمي من خلال تسجيلها
ضمن المشروع العالمي لحماية أهم مائة معلم أثري في العالم (تحت رقم 98):One
Hundred Most Endangered Sites 2000. Tarim Historic City - Wadi
Hadramaut Yemen (Site No. 98 / Page 62 )
تعرّض العديد من أجزاء المبنى للتهدم والانهيار والتي منها جزء من سقف
الغرفة الجنوبية شرقية عام 1995م والجزء الغربي للمبنى عام 2002م وقبل ذلك
كانت قد إنهار موقع المَقُودْ – المبنى الذي يعلو البئر والذي يتم فيه
استخراج الماء بطريقة يدوية قديماً – وكذا عدّة سقوف في أماكن متفرقة (أحد
الغرف في الطابق الثالث في الجزء الغربي وسقف المطبخ الرئيسي وما يعلوه في
الجزء الشمالي غربي والغرفة الشمالية شرقية في الطابق الأول والثاني في
الدار الدويل) .
في عام 2003م جرى اختيار عشة كأول معالم تريم المعمارية في مشروع (Tarimi
Mansions Preservation Project) الذي نفّذه فريق مشترك من الهيئة العامة
للآثار اليمنية تحت إشراف الدكتورة سلمى راضي أخصائية الآثار وفريق من
جامعة كولومبيا الأمريكية برآسة الدكتورة باميلا جيروم رئيسة قسم العمارة
بالجامعة والجمعية اليمنية للتاريخ وحماية التراث بتريم حيث تمت عملية
توثيق شاملة للمبنى بالصور الرقمية والمساقط الهندسية لجميع أجزائه نُشرت
على موقع جامعة كولومبيا الأمريكية على الرابط
www.learn.columbia.edu/tarim

وبجهود ومتابعة هذا الفريق نفذ عام 2004م مشروع الترميم الإسعافي الأول
بإعادة بناء جدران الجزء الغربي بطوابقه الثلاثة التي قد تهدّمت كليّاً،
وكذا صيانة سقوف الجزء الشرقي والجنوبي والغربي، كما نُفِذَ في السنة
التالية مشروع الترميم الإسعافي الثاني لترميم موقع المَقُود وإعادة جميع
السقوف المتهدّمة وصيانة بقية السقوف في جميع الأجزاء الأخرى وتوجيه تصريف
مياه الأمطار منها وكذا إعادة تأهيل مجاري المياه وربطها بالمجاري العامة.





ولكم مني خالص التحايا
[/size]