إزدهار و إندثار إمبراطوريات الإنترنت
يمكننا تجاوزاً تشبيه مشاريع الإنترنت والشركات الكبرى كما الحضارات السابقة، فهي تتفق معها في دورة النشوء والتطور ثم الإزدهار والنمو ولا تلبث أن تندثر وتنتهي.
1- AOL
من كبرى الشركات الأمريكية التي تأسست عام 1991 مع بدء إزدهار خدمات الإنترنت في السوق الأمريكي، وبعد عامين من إنطلاقها أتاحت إمكانية الوصول إلى شبكة USENET وهي اختصار لما يعرف بشبكة المستخدمين، وهذه الشبكة تتيح للمستخدمين قراءة ونشر الرسائل العامة كالمقالات والأخبار بشكل جماعي في مجموعات الأخبار وتعد هذه بذرة منتديات الإنترنت.
وتتمة لنمو الشركة وفي ذروة فقاعة الويب في 2001 اندمجت مع شركة تايم وارنر العملاقة للإعلام وبعد عامين أطلقت خدمات الإنترنت ذي النطاق العريض Broadband.
استمرت AOL في إطلاق خدمات جديدة وهذه المرة موقع TMZ.COM و شركة الإنتاج telepictures، لكن في منتصف الألفية السابقة ظهرت المنافسة الشديدة ما أضطرها إلى خفض الأسعار وهنا بدأت تتباطئ الربحية وفي نهاية العام سرحت عدد كبير من الموظفين.
لم يتوقف مسلسل الخسائر هنا وأضطرت أيضاً لبعض قسم كبير من الأجهزة التي تملكها، وفي عامي 2010 و 2011 استحوذت على موقعي techCruch للأخبار التقنية و Huffington post.
2- Yahoo
نعم ياهوو وقفت على شفير الهاوية، لكن هل تعيدها ماريسا ماير إلى مجدها؟
تأسست ياهوو من قبل جيري يانغ و دافيد فليو في عام 1994 أي بعد أعوام قليلة من ظهور AOL، وتمكنت إقناع المستثمرين بالحصول على تمويل مخاطر بمليوني دولار بعد عام فقط في فترة لم تكن فيها مشاريع الإنترنت شيء منتشر كاليوم.
ونمت أعمال ياهوو خلال النصف الثاني من التسعينات لتقفل في بداية الألفية عند 475 دولار مستفيدة من عوائد الإعلانات الكبيرة التي كانت تجنيها نتيجة جهود جيش المسوقين في الشركة و جهود Jeff Mallett الذي سرحته الشركة في 2001.
وهنا بدأ نجم قوقل يسطع فإنتبهت ياهوو بسرعة وقدمت عرض إستحواذ بقيمة 3 مليار دولار لكن الشباب مؤسسي قوقل كان لديهم من الشجاعة ما يكفي لرفض العرض.
وبعد أن يأست ياهوو من الحصول على محرك البحث قوقل قامت بتطوير محركها وخوارزمياتها الخاصة بها في عام 2004. واستطاع أن يحقق حصة سوقية جيدة نسبياً في السوق الأمريكي لكن قوقل كانت الرقم واحد في العالم وهنا بدأت أعمال ياهوو تتدهور.
وحتى 2007 استقال المدير التنفيذي للشركة وكانت أرباحها في تراجع، استغلت مايكروسوفت الوضع وعرضت 47.5 مليار دولار لشراء ياهوو لكن جيري يانغ رفض العرض ما تسبب بإزعاج كبير عند المستثمرين.
دخلت ماريسا ماير ياهوو على أمل أن تعيد إصلاحها لتعود شركة إنترنت فعلية كما في بداياتها وعملت على تطبيق ما تعلمته من قوقل في الإستحواذ على شركات ناشئة صغيرة لتطوير منتجاتها و أوقفت عدد كبير من المنتجات التي لا تحقق دخل للشركة و حتى أغلقت مكاتبها في بعض الدول مثل مصر.
3- AltaVista
تأسس محرك البحث الشهير – حينها – Altavista في عام 1995 وقبل ظهور قوقل وبدأ يقدم وظائف البحث وخدمات البحث لشركة ياهوو التي لم تكن قد طورت بعد محركها الخاص.
كان الإقبال كبير على Altavista و يجري أكثر من 13 مليون عملية بحث يومياً في حينها حيث لم يكن عدد مستخدمي الإنترنت في العالم يصل إلى نصف عدده اليوم.
فشلت Altavista من الدخول إلى البورصة والطرح للإكتتاب العام في عام 2000 نتيجة إنفجار فقاعة الدوت كوم وتسبب ذلك بخسائر كبيرة ما اضطرت إلى البيع إلى شركة Overture Service والتي بيعت بدورها إلى ياهوو في عام 2003.
وفي بدايات الألفية كان محرك قوقل يقوم بجهد رائع ولم يرغب أحد بإستخدام AltaVista وتسربت شرائح عرض من قبل أحد موظفي ياهوو بإغلاق الخدمة في 2010 وهو ما حدث بالفعل في 2011. و توقفت إحدى أكبر إمبراطوريات محركات البحث في التسعينيات.
4- Myspace
تأسست الشبكة الإجتماعية Myspace بعد إنتهاء فقاعة الدوت كوم في 2004 و حصلت في أول عام على مليون مستخدم مسجل وسجل رقم قياسي بكونه الموقع الأعلى زيارة في الولايات المتحدة ما بين 2004 و 2007.
ووضعت شركة News Corporation بعد عام من إطلاق Myspace عينها عليها واشترتها.
وفي 2007 اشترت موقع مشاركة الصور الشهير Photobucket بربع مليار دولار.
ومع تأسس فيس بوك بدأت شعبية Myspace تتراجع وحتى عدد زواره ومستخدميه أصبحوا أقل نتيجة هجرتهم إلى فيس بوك في 2008.
ولتحفيز النمو وإعادة هيكلة الشبكة تم إطلاق متجر الموسيقا مع بث وتشغيل الأغاني من الإنترنت في محاولة لجذب شريحة جديدة من المهتمين وتم تحويل الشبكة الإجتماعية لتتمحور حول هذا المجال.
ولم تنجح هذه الجهود بإنقاذ Myspace واستمر عدد الزوار بالهبوط تدريجياً حتى 2011 و قامت بتسريح نصف الموظفين لخفض التكاليف.
لاحقاً وضع روبرت مردوخ يده واستحوذ على Myspace.
5- فيس بوك
لا تستعجل بالحكم، لكن من يعلم؟ كل الشركات أعلاه كانت بصورة وقوة فيس بوك في حينها لكنها اندثرت و هبطت ومنها توقف نهائياً، فهل هذا مستبعد على فيس بوك.
تأسس فيس بوك في 2004 وهو ليس أول شبكة إجتماعية وكان قد سبقه الكثير منها Friendster التي يمكن إعتبارها أول شبكة إجتماعية و اندثرت.
بعد عامين فقط من إطلاق فيس بوك وصلت إلى 20 مليون مستخدم نشط، وفي 2007 أطلقت إعلانات فيس بوك لتبدأ مسيرتها الربحية، وكان نمو الشركة مذهلاً بعدد المستخدمين الذي ارتفع في 4 سنوات فقط من 20 مليون إلى 400 مليون وقفز إلى 750 مليون بعد عام فقط في 2011.
وفي عام 2012 أطلقت فيس بوك أسهمها في البورصة لكن طوال السنة كان سعر السهم أقل من سعر الإفتتاح. ونمت أرباح فيس بوك تدريجياً وبدأت بالإستحواذ على خدمات وشركات مختلفة من أبرزها شبكة إنستغرام الإجتماعية لمشاركة الصور.
وبالنظر للأمثلة المختلفة أعلاه نجد أنه يستلزم للشركة 11 سنة وسطياً منذ تأسيسها حتى تنهار، وعمر فيس بوك اليوم 8 سنوات والمنافسة كبيرة أمامه والتحديات تزداد يومياً، هناك قضايا عديدة تقف أمام الشركة مثل التعامل مع الخصوصية لاسيما عند إطلاق منتجات جديدة، وهروب شرائح معينة من المستخدمين وعزوفهم عن إستخدام فيس بوك لاسيما المراهقين والشباب صغار السن.
وكل هذا يضاف إلى المنافسين المباشرين مثل قوقل بلس و تويتر.
يمكننا تجاوزاً تشبيه مشاريع الإنترنت والشركات الكبرى كما الحضارات السابقة، فهي تتفق معها في دورة النشوء والتطور ثم الإزدهار والنمو ولا تلبث أن تندثر وتنتهي.
1- AOL
من كبرى الشركات الأمريكية التي تأسست عام 1991 مع بدء إزدهار خدمات الإنترنت في السوق الأمريكي، وبعد عامين من إنطلاقها أتاحت إمكانية الوصول إلى شبكة USENET وهي اختصار لما يعرف بشبكة المستخدمين، وهذه الشبكة تتيح للمستخدمين قراءة ونشر الرسائل العامة كالمقالات والأخبار بشكل جماعي في مجموعات الأخبار وتعد هذه بذرة منتديات الإنترنت.
وتتمة لنمو الشركة وفي ذروة فقاعة الويب في 2001 اندمجت مع شركة تايم وارنر العملاقة للإعلام وبعد عامين أطلقت خدمات الإنترنت ذي النطاق العريض Broadband.
استمرت AOL في إطلاق خدمات جديدة وهذه المرة موقع TMZ.COM و شركة الإنتاج telepictures، لكن في منتصف الألفية السابقة ظهرت المنافسة الشديدة ما أضطرها إلى خفض الأسعار وهنا بدأت تتباطئ الربحية وفي نهاية العام سرحت عدد كبير من الموظفين.
لم يتوقف مسلسل الخسائر هنا وأضطرت أيضاً لبعض قسم كبير من الأجهزة التي تملكها، وفي عامي 2010 و 2011 استحوذت على موقعي techCruch للأخبار التقنية و Huffington post.
2- Yahoo
نعم ياهوو وقفت على شفير الهاوية، لكن هل تعيدها ماريسا ماير إلى مجدها؟
تأسست ياهوو من قبل جيري يانغ و دافيد فليو في عام 1994 أي بعد أعوام قليلة من ظهور AOL، وتمكنت إقناع المستثمرين بالحصول على تمويل مخاطر بمليوني دولار بعد عام فقط في فترة لم تكن فيها مشاريع الإنترنت شيء منتشر كاليوم.
ونمت أعمال ياهوو خلال النصف الثاني من التسعينات لتقفل في بداية الألفية عند 475 دولار مستفيدة من عوائد الإعلانات الكبيرة التي كانت تجنيها نتيجة جهود جيش المسوقين في الشركة و جهود Jeff Mallett الذي سرحته الشركة في 2001.
وهنا بدأ نجم قوقل يسطع فإنتبهت ياهوو بسرعة وقدمت عرض إستحواذ بقيمة 3 مليار دولار لكن الشباب مؤسسي قوقل كان لديهم من الشجاعة ما يكفي لرفض العرض.
وبعد أن يأست ياهوو من الحصول على محرك البحث قوقل قامت بتطوير محركها وخوارزمياتها الخاصة بها في عام 2004. واستطاع أن يحقق حصة سوقية جيدة نسبياً في السوق الأمريكي لكن قوقل كانت الرقم واحد في العالم وهنا بدأت أعمال ياهوو تتدهور.
وحتى 2007 استقال المدير التنفيذي للشركة وكانت أرباحها في تراجع، استغلت مايكروسوفت الوضع وعرضت 47.5 مليار دولار لشراء ياهوو لكن جيري يانغ رفض العرض ما تسبب بإزعاج كبير عند المستثمرين.
دخلت ماريسا ماير ياهوو على أمل أن تعيد إصلاحها لتعود شركة إنترنت فعلية كما في بداياتها وعملت على تطبيق ما تعلمته من قوقل في الإستحواذ على شركات ناشئة صغيرة لتطوير منتجاتها و أوقفت عدد كبير من المنتجات التي لا تحقق دخل للشركة و حتى أغلقت مكاتبها في بعض الدول مثل مصر.
3- AltaVista
تأسس محرك البحث الشهير – حينها – Altavista في عام 1995 وقبل ظهور قوقل وبدأ يقدم وظائف البحث وخدمات البحث لشركة ياهوو التي لم تكن قد طورت بعد محركها الخاص.
كان الإقبال كبير على Altavista و يجري أكثر من 13 مليون عملية بحث يومياً في حينها حيث لم يكن عدد مستخدمي الإنترنت في العالم يصل إلى نصف عدده اليوم.
فشلت Altavista من الدخول إلى البورصة والطرح للإكتتاب العام في عام 2000 نتيجة إنفجار فقاعة الدوت كوم وتسبب ذلك بخسائر كبيرة ما اضطرت إلى البيع إلى شركة Overture Service والتي بيعت بدورها إلى ياهوو في عام 2003.
وفي بدايات الألفية كان محرك قوقل يقوم بجهد رائع ولم يرغب أحد بإستخدام AltaVista وتسربت شرائح عرض من قبل أحد موظفي ياهوو بإغلاق الخدمة في 2010 وهو ما حدث بالفعل في 2011. و توقفت إحدى أكبر إمبراطوريات محركات البحث في التسعينيات.
4- Myspace
تأسست الشبكة الإجتماعية Myspace بعد إنتهاء فقاعة الدوت كوم في 2004 و حصلت في أول عام على مليون مستخدم مسجل وسجل رقم قياسي بكونه الموقع الأعلى زيارة في الولايات المتحدة ما بين 2004 و 2007.
ووضعت شركة News Corporation بعد عام من إطلاق Myspace عينها عليها واشترتها.
وفي 2007 اشترت موقع مشاركة الصور الشهير Photobucket بربع مليار دولار.
ومع تأسس فيس بوك بدأت شعبية Myspace تتراجع وحتى عدد زواره ومستخدميه أصبحوا أقل نتيجة هجرتهم إلى فيس بوك في 2008.
ولتحفيز النمو وإعادة هيكلة الشبكة تم إطلاق متجر الموسيقا مع بث وتشغيل الأغاني من الإنترنت في محاولة لجذب شريحة جديدة من المهتمين وتم تحويل الشبكة الإجتماعية لتتمحور حول هذا المجال.
ولم تنجح هذه الجهود بإنقاذ Myspace واستمر عدد الزوار بالهبوط تدريجياً حتى 2011 و قامت بتسريح نصف الموظفين لخفض التكاليف.
لاحقاً وضع روبرت مردوخ يده واستحوذ على Myspace.
5- فيس بوك
لا تستعجل بالحكم، لكن من يعلم؟ كل الشركات أعلاه كانت بصورة وقوة فيس بوك في حينها لكنها اندثرت و هبطت ومنها توقف نهائياً، فهل هذا مستبعد على فيس بوك.
تأسس فيس بوك في 2004 وهو ليس أول شبكة إجتماعية وكان قد سبقه الكثير منها Friendster التي يمكن إعتبارها أول شبكة إجتماعية و اندثرت.
بعد عامين فقط من إطلاق فيس بوك وصلت إلى 20 مليون مستخدم نشط، وفي 2007 أطلقت إعلانات فيس بوك لتبدأ مسيرتها الربحية، وكان نمو الشركة مذهلاً بعدد المستخدمين الذي ارتفع في 4 سنوات فقط من 20 مليون إلى 400 مليون وقفز إلى 750 مليون بعد عام فقط في 2011.
وفي عام 2012 أطلقت فيس بوك أسهمها في البورصة لكن طوال السنة كان سعر السهم أقل من سعر الإفتتاح. ونمت أرباح فيس بوك تدريجياً وبدأت بالإستحواذ على خدمات وشركات مختلفة من أبرزها شبكة إنستغرام الإجتماعية لمشاركة الصور.
وبالنظر للأمثلة المختلفة أعلاه نجد أنه يستلزم للشركة 11 سنة وسطياً منذ تأسيسها حتى تنهار، وعمر فيس بوك اليوم 8 سنوات والمنافسة كبيرة أمامه والتحديات تزداد يومياً، هناك قضايا عديدة تقف أمام الشركة مثل التعامل مع الخصوصية لاسيما عند إطلاق منتجات جديدة، وهروب شرائح معينة من المستخدمين وعزوفهم عن إستخدام فيس بوك لاسيما المراهقين والشباب صغار السن.
وكل هذا يضاف إلى المنافسين المباشرين مثل قوقل بلس و تويتر.