مستجدات سنودن ومشروع التجسس الأمريكي - شباب عدن %D8%B3%D9%86%D9%88%D8%AF%D9%862-598x264


زاد الطين بلة، فشبكة الإنترنت كانت منذ مدة تعاني من خروقات أمنية خصوصية واضحة و سرية أحياناً، و دائما ما كنا نتهم شركات التكنولوجيا بالمقام الأول بخصوص التجسس علينا و على معلومات كافة المستخدمين، إلى أن أتى إدوارد سنودن ليكشف المزيد.
إدوارد سنودن، موظف سابق في وكالات المخابرات الأمريكية و عالم حاسوب في وكالة الأمن القومي. قـام بتسريب تفاصيل بريسم في 5 يونيو 2013، و هو مشروع التجسس من وكالة الأمن القومي يهدف للحصول على بيانات الأشخاص من صور و مكالمات صوتية و فيديو و كافة معلومات الشبكات الإجتماعية.
إدوارد سنودن الآن هو لاجئ في روسيا متخفي عن الإعلام حيث أنه يواجه تهما خطيرة تهدد الأمن القومي بحسب الولايات المتحدة الأمريكية.

المراقبة العالمية التي تقوم بها الولايات المتحدة “ تشعل النار في مستقبل الانترنت ”





هذا اقتباس لما قاله سنودن في أحد المؤتمرات و ذلك من خلال مقابلة فيديو، قَوله أن وكالة الأمن القومي كانت جزءاً لا يتجزء من أي عملية تجسس، و يؤكد بشكل كبير أن الشركات العملاقة نفسها كانت ضحية لهذه التجسسات و أن جوجل و الفيسبوك تم اختراق قواعد بياناتهم للبحث في بيانات المستخدمين، و بحسب قول سنودن أن الوكالة لم يفلح و لم تستفد شيئا يذكر منه.
انتشرت حالة هلع بين جميع المهتمين بالأمن المعلوماتي و المستخدمين بشكل عام كون بياناتهم الكـاملة التي تنشر على الانترنت و ربما ما وراء الانترنت مهددة بالاختراق و استعمالها في أي وقت لكن هل هذه سياسة ناجحة لتصل الوكالة إلى مبتغاها؟
العكس تماما، سياسة الأمن التي تعتمدها الولايات المتحدة تغيرت منذ هجمات سبتمر، عوض حماية المعلومات و التركيز على الأشخاص المستهدفين أو المتشبهين فقد تم تغيير السياسة كلها لتشمل أي مستخدم اِنترنت من بينهم أنا و أنت !

كيف تحمي نفسك؟


سنودن لم يكتفي بتسريب آلاف الوثائق الفائقة السرية حول أمن المعلومات و المستخدمين، بل أيضا نشر بضعة استراتيجيات لتفادي حصول أي اختراق في بياناتك و يشدد على التشفيـر، تشفير المعلومات بشكل المستخدم النهائي (end to end encryption) هو ما قد يكون الحل الفعال لحماية ملفات الفيديو الخاصة بك، أو المحادثات و غيرها من البيانات إن كنت مستخدما عاديا غير مستهدف من الوكالة.

فنحن نعلم أنه كافة الشركات المعنية بالتجسس أو لديها قواعد بيانات كاملة لمستخدميها، تقوم بوضع تشفير بين مستخدمين أو أكثر لكنها تقوم بفكه في الوسط لتأخذ معلومات من أجل تنظيم الاعلانات و بالطبع تسجيل البيانات.

من جانب آخر فقد بدأت بعض الشركات الناشئة تروج لخدمات أمنية، مثالا على ذلك هاتف بلاك الذي يزعم أنه الأكثر خصوصية و يوفر تطبيقات تشفير معقدة لمستخدميه، كما تم اِطلاق هاتف سنودن من شركة فريدوم بوب و يحمل الاسم تيمنا بالمُسرب نفسه، و الجدير بالذكر أن هذه الهواتف تشهد أرقام بيع كبيرة في الأسواق حاليا.


أزمة ثقة و مصداقية


مع ما يتم تسريبه من طرف سنودن و يتم تداوله سياسيا و اِعلاميا و تقنيا، فإن خلاصة القول هي أن الانترنت تعاني انعدام الثقة و المستخدمون من كافة أنواعهم عليهم بالاستيقاظ لحماية أنفسهم أو على الأقل ما تبقى لحمايته، فكلنا سمعنا عن حادثة التنصت على هاتف المستشارة الألمانية و هذا ما يعزز أن الشركات أو الجهات المسؤولة لا تُفرق بين أحد فيما يخص بأهدافها.

كل شيء أصبح مراقبا الآن من الخدمات الإجتماعية إلى أبسط التطبيقات على هواتفنا فقد تم الاعلان في أحد التسريبات التي نشرها سنودن في 28 يونيو 2013 بأن الولايات المتحدة تتعقب مليار مكالمة يوميا! لا يمكن تصديق أي مما تسوق له الشركات حول حماية الخصوصية أو شروطها فكل العمل يتم خلف الشاشات و من طرف أشخاص مدربين، لذلك من هذا المنبر أدعوا حقا الجميع إلى التيقظ و مع عدم وجود شيء فعال حقا للحماية فهذا يبقى مشكلة بحد ذاتها.

آخر و أهم أحداث 2014




مستجدات سنودن ومشروع التجسس الأمريكي - شباب عدن %D8%B3%D9%86%D9%88%D8%AF%D9%86


يبدوا أن غالبية الأمريكيين يعتبروا سنودن بطلا قومياً، بعد نشره ما يعتبرونه و نعتبره جميعا ‘حقا مدنيا’ و على هذا الصعيد قامت عدة جمعيات و منظمات غير حكومية بالتظاهر في كافة أرجاء الولايات و حتى تم اطلاق مواقع إلكترونية رسمية بخصوص هذه العمليات و من بينها موقع توقفوا عن مشاهدتنا! من جانب آخر فهذا يزيد من غضب الولايات المتحدة الأمريكية و الجيش الأمريكي الذي تكلفه التسريبات كلها مليارات الدولارات، و من الجانب التقني، هل تستمر هذه الخروقات التي أصبحت علنية جدا؟ أم أن حربا أمنية ستشن عما قريب؟ و ماذا سيحدث لهذا البطل سنودن؟ فلنتابع..