الصحابي الجليل الذي اهتز عرش الرحمن
هو سعد بن معاذ - رضي الله عنه
أسلم سعد على يد مصعب بن عمير فلما أسلم وقف على قومه، وقال لهم: إن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله، فأسلموا جميعاً.
وكان على رأس المستقبلين للنبي صلى الله عليه وسلم عند قدومه المدينة. وشهد معه بدراً وغيرها من المشاهد حتى أصيب يوم الأحزاب بسهم قطع أكحله فقال: اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك وكذبوه وأخرجوه، اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعلها لي الشهادة ولا تمتني حتى تقر عيني في بني قريظة.
فلم يمت رضي الله عنه حتى حكم في بني قريظة حكمه العادل.
وقد اهتز عرش الرحمن لموته رضي الله عنه، وقد تواتر ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم كما قال ابن عبد البر وغيره.
وقال الذهبي في السير: وقد تواتر قول النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم " إن العرش اهتز لموت سعد فرحاً به "


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: لَمَّا مَاتَ اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ فَرَحًا بِقُدُومِ رُوحِهِ. وهذا التفسير مروي عن الحسن في السنة لعبد الله بن الإمام أحمد، وقال ابن القيم كما نقله عنه المناوي في فيض القدير: كان سعد في الأنصار بمنزلة الصدّيق في المهاجرين, لا تأخذه في اللّه لومة لائم, وختم له بالشهادة, وآثر رضا اللّه ورسوله على رضا قومه وحلفائه, ووافق حكمه حكم اللّه من فوق سبع سماوات, ونعاه جبريل عليه السلام يوم موته, فحق له أن يهتز العرش له.
توفي رضي الله عنه شهيداً سنة خمس من الهجرة، وهو يومئذ ابن سبع وثلاثين سنة، وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفن في البقيع.