الكروات لإسقاط السيليساو في معقله Main-croatiaajpg_aw5t7lnqj20o1adr1vju0g6sj
، أكّد الإعلامي الكرواتي ماركو سابيت أن منتخب بلاده يلعب للفوز أمام البرازيل.
لا جدال أنّ منتخب كرواتيا في وضع لا يحسد عليه عشية مباراته الافتتتاحية لكأس العالم FIFA  2014 أمام العملاق البرازيلي، فمن ناحية يعيش الكروات جنون العودة للمونديال بمنتخب قوي وصلب بعد الاكتفاء بالمتابعة التلفزيونية عام 2010، ومن ناحية أخرى قست عليه القرعة باستهلالية هي أسوأ ما يمكن أن يحصل.

نيكو كوفاتش الربّان الشاب لـ"ذي بلايزرز"، يعي الحمل وصعوبته، لكن رغم عيار المنافس الماسيّ البلقانيون لا يرضون بالخسارة لا بل يسعون للفوز من "ساو باولو أرينا" حيث يأملون أن يحرقوا الأخضر بلهيبهم الأحمر وهم المشهورون بالتشجيع الصاخب والمدوّي.

وهذا الإصرار أكّده لنا معلق ومراسل والتلفزيون الكرواتي (HRT) ماركو سابيت المتواجد في البرازيل لتغطية مباريات منتخب بلاده، إصرار شابه الحذر من عملاق برازيلي يسعى لمصالحة جماهيره الغاضبة اقتصادياً.

"نلعب للفوز"

وقال سابيت في حوار خاص لموقع beIN SPORTS حول اللقاء الافتتاحي: "أعتقد اننا سنلعب للفوز، وليس للتعادل حتى. عام 2006 خضنا المبارة ضد البرازيل على مبدأ "لنرى ماذا نستطيع فعله" اليوم الفريق أكثر خبرة وأسماؤه كبيرة ومتحفز للعب، ولديه حماس إيجابي لمواجهة البرازيل التي بدورها لن تكون بمهمة سهلة على الإطللاق، لدينا لاعبون ممتازون في الوسط مثل راكيتتش ومودريتش، وإن استطاعوا الاستحواذ على الكرة سيكون لدينا حظ للفوز".

وشاءت الصدف أن يتكرر التاريخ مع الكروات ويضعهم أمام البرازيل كما 2006 في استهلاليتهم المونديالية، مع الفارق أنهم يقصون شريط كأس العالم هذه المرة بمنتخب أقوى من عام 2006 حين خسروا بهدف كاكا في الدقيقة 44.

لكن طموحات كرواتيا ستتأثر دون شك بغياب عملاق بايرن ميونيخ ماريو ماندزوكيتش بداعي الإيقاف فيما بديله المحتمل نيكتسا يلافيتش لا يملك السيرة الذاتية ذاتها: "إنها خسارة كبيرة للمنتخب للاعب يؤدي على نحو ممتاز منذ ثلاث سنوات، وسيكون يلافيتش أحد الاحتمالات فكوفاتش (المدرب) لم يقل شيئاً وأجرى الحصص التدريبية بسرية تامة، لكن طبعاً يلافيتش بديل ممتاز فهو قوي وذو بنية كبيرة مثل ماندزوكيتش ويجيد الضربات الرأسية، كما قد يستعين بأوليتش (ايفيكا) الذي إن اختاره المدرب أن يلعب على الجناح قد يلجأ للاعتماد على ادواردو في المقدمة".

وأكد أن اللاعب البرازيلي قد يجد نفسه أمام جماهيره وهو برازيلي الأصل، ما قد يمنحه دافعاً قوياً لاستعادة مستواه منذ أن لحقت به الإصابة القوية مع آرسنال في الدوري الإنكليزي عام 2008 أبعدته عن تألق غير عادي كان يعيشه في تلك الفترة ولم لم يتمكن من العودة إليه بعد استئنافه اللعب.

لكن لتحويل الطموح إلى واقع، هنالك طريق يجب سلوكه فاستفسرنا عن مفتاح الفوز على البرازيل وإمكانية استثمار معارضة الشارع المحلي لمنتخب بلاده والبطولة بحد ذاتها: "دون شك عليهم ضغط كبير، لا يمكنهم الخسارة أمام كرواتيا، فهذا سيكون كارثة لهم، أما بالنسبة لنا مفتاح الفوز يكمن بجعلهم يفقدون تركيزهم وبسيطرتنا على الكرة وجعلهم يجرون أكثر وعدم اللعب بنمط سريع، وتغيير الإيقاع في المرتدات، هذا ما سيجعلهم متوترين وحينها قد يكون بمقدرونا تحقيق الفوز".

تغيَر أسلوب لعب الكروات كثيراً عن الماضي فلم يعد فريقاً يعتمد على القوة البدنية والالتحامات القوية والخشونة فقط، بل بات تشكيلة من المواهب تضم المهارة والقوة والسرعة في مقمتهم لوكا مودريتش نجم ريال مدريد وأحد أفضل صانعي الألعاب في العالم مهارة.

نحو دور الـ16

وفي ظل مجموعة تضم أيضاً الكاميرون والمكسيك يبدو الكروات متفائلون بالعبور لدور الستة عشر لأول مرة منذ عام 1998 حين حلوا بالمرتبة الثالثة والثانية بتاريخهم المستقل: "المكسيك والكاميرون منتخبان جيدان، لكن برأيي كرواتيا أفضل منهما وتستطيع العبور، فإذا نظرت للوائح اللاعبين ترى بوضوح أن أسماء اللاعبين الكروات أفضل، وماندزوكيتش سيعود في المبارتين الثانية والثالثة ونكون أقوى دون شك".

ورأى الإعلامي الكرواتي أن البداية أمام البرازيل سيف ذو حدين وإن كانوا لا يتمنونها أبداً: "طبعاً طبعاً كنا نفضل منتخباً آخر، في بطولات مثل هذه يجب أن تبدأ بداية قوية، فإذا خسرت سيكون من الصعب عليك التعويض في المباراتين الثانية والثالثة مع زيادة الضغط النفسي، لكن هذه هي القرعة لا يمكننا فعل شيء علينا تقبلها والمحاولة قدماً بفعل شيء، لكن كنا نفضل الكاميرون ومن ثم المكسيك، لكن ليس البرازيل، حتى إسبانيا كانت أفضل".

وأردف: "لننظر من الزاوية الأخرى، نحن نلعب ضد البرازيل على أرضها، في المباراة الافتتاحية لكأس العالم، الكل يشاهدنا، الأمر مذهل من هذه الناحية وقد يكون له الدور الإيجابي".

وجزم سابيت أن كرواتيا لم تعد تنتهج كما في الماضي أسلوب اللعب العنيف الذي دائماً ما كلفها الكثير من البطاقات الصفراء والحمراء: "هذه كانت مدرسة قديمة، مثل سيمونيتش، اليوم لدينا لاعبون آخرون ونوعية مختلفة مثل مودريتش، شباب وحيويون أكثر سرعة ومهارة، لذا لا أعتقد أنها ستكون الحال هذه المرة، فنيكو كوفاتش هو رجل يحب الانضباط والتكتيك وذكي بقراءاته الفنية".

والجدير ذكره أن المنتخب البلقاني تلقى ست بطاقات حمراء في تسع مباريات خاضها في بطولات العالم وهو رقم مرتفع جداً، لكن يحسب أن الكرة الكرواتية باتت أعلى فنياً منذ تاريخ آخر ظهور مونديالي عام 2006.

بمشاركتها المونديالية الأولى مستقلة عن يوغوسلافيا، حققت كرواتيا انجازاً هائلاً بحلولها ثالثة، وهي تسعى اليوم في رابع ظهور بعد 2002 و2006 أيضاً، ببلوغ دور الستة عشر للمرة الثانية بتاريخها.

خبرة كوفاتش

ولا يمكن التحدث عن طموح كرواتيا بالتألق دون التفكير بصغر سن مدربها كوفاتش ومدى إمكانيته تخطي حنكة وباع سكورلاي: "إن نظرنا إلى الورق، لا يمكن المقارنة فخبرة سكولاري كبيرة جداً، لكن يجب التذكر أن كوفاتش يملك خبرة كبيرة جداً كلاعب في البوندسليغا ومنتخب كرواتيا، وهو ليس شخصاً تم اختياره من الشارع، ولطالما كان قائداً وهو يستطيع قيادة المنتخب بما يملكه من مهارات وفهم عميق لكرة القدم وخباياها، حتى لو كانت تنقصه الخبرة اكثر كمدرب، لكنه رجل مناسب لمنصبه".

ويعتمد كوفاتش كابتن المنتخب سابقاً، على خبرة 83 مباراة دولية كلاعب ومسيرة احترافية في الملاعب الألمانية من بين ما ضمت بايرن موينيخ وباير ليفركوزن وهامبورغ، لكن تدريبيا تبدو ذخيرته فقيرة كمساعد في ريد بول سالزبورغ ومدرب لكرواتيا دون الـ21 عاماً.

ولم ير زميلنا الكرواتي في غياب سيمونيتش أثيراً سلبياً، خصوصاً أنه ينشط مع دينامو زغرب في الدوري الكرواتي الضعيف نسبيا منذ ثلاثة أعوام، وهذا ما خفّض مستواه السابق، "فصحيح أنه كان قائداً ممتازاً لكن حالياً بوجود كورلوكا (لوكوموتيف موسكو) وديان لوفرين (ساوثهمبتون) وبرانيتش (باناثينايكوس)، لا أعتقد أنه له مكاناً بوجود هؤلاء اللاعبين وهو لم يعد كما سبق بعدما استقر في الدوري المحلي منذ فترة بعيدة".