سنة رابعة و إصدار رابع من هاتف جالكسي نوت من سامسونج، و هذه المرة يصدر الهاتف في فترة تعاني فيها الشركة من تراجع مستمر في الأرباح. سامسونج واجهت في الفترة الماضية منافسة شديدة سواء من الشركات الصينية المتفوقة مثل لينوفو و أيضا من المستهلك الأكثر وعيا و اللذي لم يعد يعجب بسهولة بمنتجات سامسونج و أصبح يقارنها مع غيرها. لكن النوت الذي كان مميزا بشاشته الكبيرة و فريدا في السوق في الماضي انعكس عليه الأمر الآن، و أصبحت أحجام الهواتف الكبيرة شيئا مألوفا و من المقاييس المتبعة في أغلب الهواتف الجديدة. لكن هناك شيء يبقى ثابتا مع النوت، و هو الإستخدام المميز للقلم، و التطبيقات الكثيرة التي تطورت عبر السنوات الأربعة الماضية. هذا العام ككل سنة نلقي نظرة فاحصة على الهاتف الجديد من سامسونج، لنعرف حقا ما اذا كان وصل لتوقعات الجماهير أم لا.
التصميم و الشاشة
هنا نجد واحدة من النقاط الحساسة بخصوص أجهزة جالكسي، فالجمهور بدأ يعرفها بالأجهزة البلاستيكي، و سامسونج تحاول مؤخرا الإبتعاد عن هذه السمعة الغير مرغوبة. لذلك نجد في نسخة هذا العام من الجالكسي نوت 4 التخلي التام عن الجوانب البلاستيكية، و تعويضها بجوانب جديدة من الألمنيوم. التغيير كان إيجابيا حقا، الآن الهاتف أصبح أكثر تماسكا و له إحساس أكثر فخامة و جودة في اليد من السابق، ربما مأخذي الوحيد عليه هو أن الحواف ليست بتلك النعومة أثناء الحمل. ظهر الجهاز لا زال من البلاستيك، و لكنه حصل على شكل مختلف حيث تخلت سامسونج عن الخياطة المزيفة و محاكاة دفتر الملاحظات. الظهر البلاستيكي أيضا يعطي ميزة إضافية حيث أنه قابل للنزع و يمكن من خلاله تغيير البطارية، شيء غير متوفر في هواتف HTC و أبل كمثال.
[url][/url]واجهة الجهاز مشابهة كثيرا للسابق، حتى حجم الشاشة سيكون 5.7 انش كما في السنة الماضية. لكن التغيير الكبير هو أن شاشة سوبر أموليد هذه المرة على النوت 4 ستقدم دقة أعلى من السابق، حيث ستكون الدقة الجديدة 1440×2560 بكسل. هذا يجعل من الكثافة ما يقارب 515 بكسل لكل انش، و ذلك يعني دقة عالية للنصوص و الصور أثناء العرض. مثل كل عام لا تفشل هذه الشاشة في إبهاري أبدا، فهي لا زالت واحدة من أفضل الشاشات في السوق، بفضل سطوعها العالي و ألوانها الزاهية و دقتها العالية. أخيرا و قبل ختام الحديث عن التصميم فقد أضافت سامسونج مستشعر البصمة و قاريء نبضات القلب للهاتف لأول مرة.
الكاميرا و التصوير
سامسونج تعلم بالثورة الكبيرة التي سببتها صور “السيلفي” حول العالم، لذلك قدمت في النوت 4 كاميرا أمامية بدقة 3.7 ميجا بكسل. و بفضل إمكانية فتح العدسة حتى F1.9 فإن الأداء للكاميرا الأمامية أصبح أفضل تحت ضوء الشمس. سامسونج أيضا أضافت خاصية لتصوير صورة بانورامية من الكاميرا الأمامية، و ذلك لتحصل على صورة أكثر عرضا أثناء أخذ السيلفي، لكنها لا تعمل حتى الآن بشكل جيد بالكامل. الكاميرا الخلفية أصبحت الآن 16 ميجا بكسل، و تقدم الآن مثبت صورة بصري جديد و يقوم بعمل رائع. الصور و الفيديو المأخوذ في النهار يظهر بشكل ممتاز جدا بألوان ساطعة و دقة عالية. في الليل النتيجة ليست بتلك الجودة، و هذه مشكلة تعانيها أغلب الهواتف، حيث تظهر صور الليل بدقة أقل مع ظهور بعض الإزعاج في الصورة. تابعوا الفيديو في أعلى المراجعة للقطات من تصوير الفيديو، و في الأسفل يمكنكم مشاهدة بعض الصور الثابتة التي التقطناها (حاليا صور ليلية، و سيتم إضافة صور نهارية لاحقا).
الواجهة و خصائص القلم
نظام التشغيل المستخدم في جالكسي نوت 4 هو أندرويد 4.4.4 المعروف بالكتكات، و هو المستخدم مع أغلب الأجهزة الجديدة هذه الأيام. لكن الأعين بكل تأكيد على تحديث لولي بوب أو Android L، و حسب سامسونج فملاك النوت سيحصلون عليه خلال الأسابيع القادمة. بينما الأندرويد هو اللب فإن الواجهة تأتينا بغطاء من سامسونج و هي واجهة تتش ويز الشهيرة. تقريبا الواجهة تشابه ما رأينا على جالكسي اس 5، مع بعض التعديلات هنا و هناك، و سامسونج بشكل عام تحاول التخلص من الأشياء الغير ضرورية التي كانت تغرق فيها النظام، و هذا شيء إيجابي جدا. لكن بالنسبة لي ربما لا زالت الواجهة تحتاج للمزيد من التنسيق، و ربما تحصل على تصميم أجمل من الحالي الذي أعتقد أنه لا يرتقي كثيرا لما يتم تقديمه من بعض المنافسين.
يبقى القلم العنصر الأكثر جاذبية في كتيبة مزايا الجالكس نوت 4. هذا العام سامسونج تعطي القلم ما يقارب 2,000 نقطة حساسية و هذا ضعف العام الماضي، لذلك الكتابة بالقلم أصبحت أكثر دقة. أيضا تقوم سامسونج بتعديل في تصميم القلم بحيث يصبح أكثر تشابه مع القلم الحقيقي، و رغم إني لاحظت تحسنا في تجاوب القلم لكنه لا زال لا يشبه التجربة الحقيقية في الكتابة. القلم بالتأكيد يحتفظ بمزاياه السابقة، مثل عمله أثناء الطفو فوق الشاشة، و استعراضه لوظائف الأزرار أو استعراضه لمحتوى الصور و الفيديو أو تحريكه للشاشة أثناء التصفح و القراءة.
مجموعة من الخواص الجديدة تشق طريقها الى هاتف جالكسي نوت 4 هذا العام. البداية مع Smart Select و هي القدرة على تحديد أي محتوى بالقلم و ثم تخزينه في الهاتف للإستخدام لاحقا أو استئصال النص منه. عند اختيارك لمحتوى سيتحول الى أيقونة يمكن تحريكها على الواجهة، ببساطة اذهب لأي تطبيق آخر مثل واتساب و استخدم المحتوى لإرساله لشخص آخر. هناك أيضا خاصية Photo Note يمكن تصوير ملاحظات من على ورق أو صبورة و تحويلها الى صيغة رقمية، ثم تعديلها و تغيير لونها و إعادة ترتيبها. أيضا تعدد المهام و تعدد النوافذ أصبحت تعمل بشكل أكثر إنسيابية من قبل. لمشاهدة جميع الخصائص الجديدة شاهد الفيديو في بداية المقالة لتجربتنا الحية.
الأداء و البطارية
سامسونج دائما كريمة من ناحية المواصفات، فلدينا هنا معالج سناب دراجون 805 بسرعة 2.7 جيجا هيرتز، و ذاكرة عشوائية مشابهة للسنة الماضية و هي أعلى ما توصل اليه السوق عند 3GB. بالتأكيد يمكن تصور الأداء السريع للجهاز و السلس جدا، و قد ظهر الجهاز بشكل رائع في إختبارات الأداء، رغم أنه لم يتفوق فيها جميعا و ربما خسر بعض المعارك للأيفون الجديد. لكن يبقى الجالكسي نوت 4 من أفضل الأجهزة أداء مؤخرا.
بطارية الجهاز لا تفرق كثيرا عن العام الماضي كسعة، حيث أنها أعلى بعشرين ميلي امبير فقط، و توفر سامسونج هذا العام لجهازها بطارية بسرعة 3,220 ميلي امبير. عند الأخذ بالحسبان أن البطارية متشابه لكن شاشة هذا العام بدقة عالية و تستهلك المزيد من الطاقة، فإن النوت 4 يظهر لنا بأداء مرضي جدا من ناحية البطارية. البقاء ليوم كامل من الإستخدام المتوسط للثقيل ممكن جدا، و يمكن أكثر من ذلك إن اقتصدت في الإستخدام.
الخلاصة
آخذين بالحسبان كل ما وصلت اليه الهواتف الى هذا اليوم، النوت 4 يحقق المأمول منه بتقديم شاشة أروع من الماضي، عتاد قوي جدا و استخدامات جديدة للقلم تضيف الى مكتبته الواسعة. هل يستحق الترقية لمستخدمي نوت 3؟ ربما لأ، لكن بالتأكيد يستحق الترقية لمستخدمي نوت 2 أو ما سبقه. بشكل عام إن كنت تبحث عن هاتف أندرويد جديد و لا تهتم كثيرا بحجم الشاشة، فالنوت 4 من أفضل الخيارات إن لم يكن أفضلها في فئته.