الإنتخابات التركية.. أوغلو أكد العزم على تأسيس تركيا جديدة تتمتع بالقوة والتقدم Browse
اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن نتائج انتخابات البرلمانية المبكرة، التي جرت أمس الأحد، “تضمنت أهم رسالة؛ وهي الرد القوي والصريح من الشعب تجاه التنظيم الإرهابي الانفصالي “بي كي كي” والكيانات التي تتبع له، التي لجأت لحمل السلاح بعد انتخابات 7 يونيو/حزيران”، على حد قوله.

وأوضح أردوغان في أول تعليق له على نتائج الانتخابات (أولية غير رسمية)، التي أظهرت فوز حزب العدالة والتنمية وتمكنه من تشكيل حكومة بمفرده، أن النتائج “رسالة لكل أحزاب المعارضة وزعمائها”، مؤكداً أن الشعب أثبت “إرادة قوية لصالح وحدة وسيادة” تركيا، وفق ما نقلت وكالة الأناضول.

وفي بيان أصدره حول الانتخابات، أكد الرئيس التركي أنَّ “هذه الخطوة تصب في مسار تحقيق تركيا لأهدافها التي رسمتها في مئوية تأسيس الجمهورية التركية عام 2023”.

ورأى أن “مشاركة الأحزاب السياسية والمواطنين في هذا السباق الديمقراطي يعد تعبيراً جلياً عن الإرادة الوطنية”.

وقال أردوغان: “أبارك لكل المواطنين الأتراك، وأبارك لحزب العدالة والتنمية الذي سيتمكن من تشكيل حكومة بمفرده، وأهنئ رئيس الحزب ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو”.

– أوغلو.. دولة قوية رحيمة

بدوره، أكد رئيس الوزراء التركي “أحمد داود أوغلو”، أنهم عازمون على العمل خلال الفترة المقبلة، من أجل “تأسيس تركيا جديدة تتمتع بالقوة والتقدم، وخالية من كافة أشكال الإقصاء والاستقطاب والعنف والفوضى والإرهاب”.

جاء ذلك في كلمة ألقاها، بعد منتصف ليلة أمس الأحد، من شرفة مقر حزب “العدالة والتنمية” الذي يترأسه، بالعاصمة التركية أنقرة‬، بمناسبة فوز حزبه بالانتخابات النيابية المبكرة.

وتعهد أوغلو في خطابه “بمواصلة التقدم بشكل يتناسب مع الآمال والتطلعات التي علقها علينا من انتخبوا حزبنا، وغيرهم ممن لمن ينتخبونا، وسنواصل الرقي والاستقرار من أجل رفعة البلاد”، مضيفاً: “سننأى بتركيا‬ بعيداً عن كافة أشكال الصراعات والمصادمات”.

وشدد رئيس الحكومة على أن “تركيا ستكون أكثر قوة وأكثر رحمة، وستتخلص بكل تأكيد من لغة العنف والكراهية، نحن في طريقنا للحرية بما تملكه بلادنا من ديمقراطية، وسنواصل طريق التقدم والتطور”.

وذكر أن “هذه ‫‏الانتخابات‬ ليس فيها خاسر، والفائز هو تركيا وشعبنا وديمقراطيتنا، الفائز هم الفقراء والمظلومون، ومن لا مأوى لهم، النتيجة التي أسفرت عنها الانتخابات، انتصار للسلام والاستقرار والعدالة، وليكن الشعب مطمئناً، فالرسالة التي تلقيناها منه، سيجد أثرها خلال السنوات الأربع القادمة”.

وناشد “داود أوغلو” الأحزاب السياسية الأخرى، للعمل مع حزبه على بناء دستور ونظام جديد للبلاد، وقال إنّ “النظام الحالي المعمول به في تركيا بات لا يلبي احتياجات البلاد، فلنشمر عن سواعدنا من أجل تركيا جديدة خالية من العنف والفوضى والاستقطاب”.

وأضاف: “كما أناشد كافة الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، التكاتف من أجل كتابة دستور قومي جديد، وذلك من أجل نظام انتخابي صحي وسليم، ومن أجل تشكيل حكومة شفافة ونزيهة، أتمنى أن نتعاون معاً لنترك الدساتير الانقلابية، ونكتب معاً دستوراً مدنياً ليبرالياً”.

– المعارضة.. حديث المؤامرات

من جانبه، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو، في أول تعليق له بعد صدور نتائج الانتخابات: إن “مسؤوليتنا (الشعب الجمهوري) ازدادت أكثر، على ضوء المشهد الحالي، كأكبر أحزاب المعارضة، ومع تراجع أصوات بقية الأحزاب المعارضة”.

وأضاف قليجدار أوغلو أن “حزبه يرغب بتحقيق ديمقراطية قوية وراسخة في تركيا، وقوانين فعالة”، مؤكداً أنه “يحترم الإرادة الشعبية وما أفرزته من نتائج الانتخابات”.

زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش، أكد بدوره أن “حزبه حقق نصراً رغم تراجع عدد الذين صوتوا له بمعدل مليون شخص، مقارنة بانتخابات 7 يونيو/ حزيران الماضي”.

وأشار إلى أنَّ “حزبه تعرض لـ”مجازر” (في إشارة إلى تفجيري سوروج وأنقرة) إلا أنه بقي صامداً”، قائلاً: “رغم أننا تعرضنا لذلك، ولم نتمكن من إجراء حملات انتخابية إلا أننا حصلنا على نحو 11% من الأصوات”.

وبدوره أصدر زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي، بياناً جاء فيه: “يؤكد الحزب أنَّه سيظل متمسكاً بمبادئه وأولوياته تجاه الوطن والشعب التركي، وأنه سيناضل من أجل إحقاق الحق في تركيا”.

وأوضح أنَّ “حزبه تعرض لمؤامرات استطاع أن يتصدى لها”، لافتاً إلى أنه “رغم العدد القليل لنوابنا في البرلمان إلا أنَّنا نجحنا من جديد في الحصول على حق التمثيل فيه”.

وأمس الأحد، شهدت تركيا إجراء انتخابات نيابية مبكرة، لجأت إليها الدولة بعد فشل الأحزاب السياسية في تشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات التي جرت في يونيو/ حزيران الماضي، ولم يفز فيها أي حزب بأغلبية تمكنه من تشكيل الحكومة منفرداً.

وأظهرت نتائج أولية غير رسمية للانتخابات البرلمانية تحقيق حزب “العدالة والتنمية” فوزاً كبيراً، وبعد فرز 99.58% من الصناديق، وصلت نسبة الأصوات التي حصل عليها حزب “العدالة والتنمية” الذي يترأسه أحمد داود أوغلو، إلى 49.41%، حاصلاً على 316 مقعداً في البرلمان، وهو ما يتيح له تشكيل حكومة بمفرده، وهو ما لم يتحقق في انتخابات 7 يونيو/ حزيران الماضي.

وحصل حزب “الشعب الجمهوري”، برئاسة كمال قليجدار أوغلو، على نسبة 25.38% من الأصوات (134 مقعداً).

وحصل حزب “الحركة القومية” برئاسة دولت بهتشلي على نسبة 11.93% من الأصوات (41 مقعداً).

وحصل حزب “الشعوب الديمقراطي” بزعامة صلاح الدين دميرطاش على 10.70% من الأصوات (59 مقعداً).

في حين حصلت الأحزاب الأخرى والمستقلون على 2.58% من الأصوات.

وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 85.46% من إجمالي من يحق لهم التصويت من الناخبين الأتراك.