في البداية، علينا التفرقة بين الحيوانات السامة "Poisonous"، وتلك القاتلة "Venomous"؛ فالحيوانات السامة تحمل مواد كيماوية ضارة تسمى "توكسينات"، وهي إفرازات سمية تسبب أعراضاً مَرَضِيّة للضحية، تستخدم في المقام الأول للدفاع عن النفس؛ بينما تقوم الحيوانات القاتلة بنقل سمها عن طريق اللدغ أو الطعن أو العضّ.. وعند تنحية النظريات جانباً؛ فهي جميعاً خطيرة حقاً؛ لذلك انظر في كل صورة عن كثب وتحقق من شكل تلك الكائنات جيداً؛ لأنك عندما تراها في المرة القادمة ربما يكون هذا آخر شيء قد تراه في حياتك على الإطلاق..
ولنتعرف الآن سوياً على اكثر تلك الكائنات سمية على الاطلاق قنديل البحر.
أكثر الكائنات البحرية سمية على الإطلاق؛ ذلك لأنه قد تسبب -على الأقل- في 5567 حالة وفاة سجلت منذ عام 1954، يمتلك هذا الحيوان المائي أربعة عيون ولا يمتلك دماغاً، ومع ذلك فإنه يتجنب أشد الأجسام صغراً عند حركته، وغالباً ما يتجنب البشر كذلك ولكن فقط عندما لا يثيرون غضبه!
يتواجد سمّ القناديل في لوامسها اللاسعة (يبلغ عددها من 60 في كل ركن من أركانه ويصل طولها إلى 2 متر تقريباً)، وتتميز بلزوجتها لسهولة الالتصاق بالضحية، التي تترك ندبات كبيرة على جسدها.. يعدّ سُمّ القناديل المربعة من بين أشد السموم فتكاً في العالم؛ حيث يصيب سُمّه القلب والجهاز العصبي وخلايا الجلد، وأسوأ ما في الأمر أنه يسبب ألماً رهيباً يصيب الضحية بالصدمة؛ فتموت غرقاً أو بسبب السكتة القلبية قبل حتى أن يصل إلى الشاطئ.
ويعاني الناجون من تلك التجربة آلاماً مبرحة لعدة أسابيع، لا توجد عملياً فرصة للنجاة من تلك اللدغة القاتلة ما لم تعالج على الفور، عن طريق وضع الخل مكان اللدغ لمدة لا تقل عن 30 دقيقة؛ حيث يحتوي الخلّ على حمض الأسيتيك (الخليك)، والذي يعطّل انتشار السم وتسربه إلى مجرى الدم، وعلى الرغم من أنه قد لا يخفف الألم؛ فإن ارتداء ملابس السباحة الطويلة التي تغطي الساقين يفيد كإجراء وقائي؛ حيث يمنع القناديل من بلوغ الساقين والإضرار بهما.
تستوطن القناديل المحيطات الدافئة على مستوى العالم وأكثر أنواعه شراسة تلك المتواجدة في الساحل الشرقي لأستراليا.
<P align=center> |